الضربات العشر :-
عندما رفضَ فرعون إطلاق الشعب ليعْبُدُوا يهْوَة, وأَبْدَى اسْتِغْرَابَه لسماعِه لأوَّلِ مرَّة عن هذا الإِلَه, قرر الرَّبُّ مواجَهَة فرعون, والآلهة الحيوانات والتماثيل الصمَّاء التى يعبُدُها المِصْريّون. فبدأ الرب فى معاقبة فرعون بالضربات العشر التى توالت على مصر لإعلان ذراع الرب القدير إله الآلهة:-
1. الضربةالأولى: (خر7: 19- 22). كانت تحويل ماء النهر إلى دم، فلم يجد المصريون ماء ليشربوا، وكان أنه حين مدَّ موسى عصاه إلى النيل وسواقي مصر تحولت جميعها إلى دم، بما في ذلك المياه التي اختزنوها في الجرار. واستمر الحال هكذا مدة سبعة أيام. على أن سحرة فرعون استطاعوا أن يفعلوا الشيء نفسه، فتقسى قلب فرعون ورفض أن يطلق الشعب. واضطر المصريون أن يحفروا حول النهر ليجدوا ماء ليشربوا، لأنهم لم يستطيعوا أن يشربوا من ماء النيل.
2. الضربة الثانية: (خر8: 1- 15). ثم أمر الله موسى أن يذهب إلى فرعون من جديد ليضر بالبلاد بالضفادع، فقال لفرعون إن النيل سيفيض بالضفادع حتى أنها تدخل قصر فرعون نفسه، إلى فراشه وعلى سريره. وفعل سحرة مصر الشيء نفسه. ولكن فرعون طلب من موسى وهارون أن يصليا ليرفع الله الضفادع عنه، ووعدهما بأنه إذا استجاب الله لهما فإنه سيخرج الشعب ليذبحوا للرب. وصلى موسى وهارون، وارتفعت الضفادع، ولكن فرعون لم يحقق وعده.
3. الضربة الثالثة: (خر8: 16-19). ثم ضرب الله أرض مصر بالبعوض, مدَّ هارون عصاه وضرب تراب الأرض، فخرج البعوض على الناس والبهائم، وقال السحرة لفرعون هذَا إِصْبِعُ اللّهِ.
4. الضربة الرابعة: )خر8 : 21- 32). وهي ضربة الذباب، فامتلأت بيوت المصريين منه. وميَّز الله مرة أخرى بين أرض جاسان حيث يسكن بنو إسرائيل وبين بقية البلا .دوقال الله لفرعون: لكي تعلم أني أنا الرب في الأرض. وبعدضربةالذباب قال فرعون لموسى وهارون: اذهبوا اذبحوا لإلهكم في هذه الأرض، فقال موسى: لايصلح أن نفعل هكذا، علينا أن نسافر للصحراء لنصلي فقال فرعون: أنا أطلقكم لكي تذبحوا للرب إلهكم في البرية، لكن لاتذهبوا بعيداً، صليا لأجلي، ورفع موسى وهارون صلاتهما إلى الله، فارتفع الذباب عن البلاد، ولكن فرعون لم يحقق وعده.
5. الضربة الخامسة: (خر9: 6 ,7). ضرب الوبأ مواشي فرعون، ولم يصب الوبأ مواشي بني إسرائيل.فماتت جميع مواشي المصريين، أما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحد.
6. الضربة السادسة: (خر9: 10-12 ). ضربة الدمامل والبثورالتي ظهرت على كل أرض مصر. ولم يستطع سحرة فرعون أن يقفوا أمام موسى من أجل الدمامل التي أصابتهم، لأن الدمامل كانت في السحرة كما كانت في كل المصريين. ولكن فرعون لم يسمع.
7. الضربة السابعة: (خر9: 22-27 ,33-35). ضربة البَرَد العظيم، الذي لم يكن مثله في مصر منذ يوم تأسيسها، فكان بَرَد متواصل أهلك كل ما في الحقل من ناس وبهائم، ودمر عشب الحقل وكسر جميع شجر الحقل، إلا أن أرض جاسان حيث كان بنو إسرائيل لم يكن فيها برد. وطلب فرعون من موسى وهارون أن يتوسَّطا له لدى الرب. وفعل موسى هكذا. وعندما ارتفع البرد والرعود عاد فرعون يتقسى، فلم يطلق بني إسرائيل (خر9: 34 ,35 ).
8. الضربة الثامنة: (خر10: 12-20 ) . وهى ضربة الجراد, حيث حملت الريح أعداداً كثيفة من الجراد غطت وجه الأرض.
9. الضربة التاسعة: (خر10: 21-23 ) . وهى ضربة الظلام, حيث بقى الظلام على كل مصر مدة ثلاثة أيام, أوقف كل مظاهر الحياة فى مصر, لكن مساكن بنى اسرائيل كان لها نور.
10.الضربة الكبرى: (خر12: 29-36) ضربة الأبكار؛ بعد كل ما سبق ظل قلب فرعون متشدداً, ثم أهلك ملاكالربالابنالبكرفيكلبيتمنبيوتالمصريين, وعندماحدثهذا،أمرفرعونبنيإسرائيلأن يخرجوامنمصر؛ فطردهمواستعجلهمللسفر.

فأرى الدم وأعبر عنكم
فأرى الدم وأعبر عنكم :-
علامة الدم على بيوت شعب الله, على العتبة العليا والقائمتين كانت حصناً للحماية, فبالرغممنموتالأبكارفيكلبيوتالمصريين،إلاأنأبكاربنيإسرائيلعاشوا، ولم يمسسهم سوء.
ولم يكن الملاك المهلك غير قادر على تمييز بيوت العبرانيين من بيوت المصريين حتى يستعين بعلامة الدم, ولكنها الرمزية لعمل الفداء وقوة دم يسوع المصلوب للحماية.
وما أطيَبَ هذا الجُزْء من كلمة الله, والذى يسجل رموز لمعانى الخلاص العظيم, والذى يخبرنا كيف صَنَع اللهُ الفِصْحَ, ونَسْتَعِيرُهُ نَصَّاً من كلمةِ الله فى سفرِ الخُرُوج أصحاح 12؛ إذقالاللهلموسىوهارون: -
" كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ، فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ, شَاةً لِلْبَيْتِ, وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيراًعَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْواً لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ, كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ, تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَراً ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِز, وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ, ثُمَّيَذْبَحُهُكُلُّجُمْهُورِجَمَاعَةِإِسْرَائِيلَفِيالْعَشِيَّةِ, وَيَأْخُذُونَمِنَالدَّمِوَيَجْعَلُونَهُعَلَىالْقَائِمَتَيْنِوَالْعَتَبَةِالْعُلْيَافِيالْبُيُوتِالَّتِييَأْكُلُونَهُفِيهَا, وَيَأْكُلُونَاللَّحْمَتِلْكَاللَّيْلَةَمَشْوِيّاًبِالنَّارِمَعَفَطِيرٍ, عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ، لاتَأْكُلُوا مِنْهُ نَيْئاً أَوْطَبِيخاً مَطْبُوخاً بِالْمَاءِ،بَلْ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ,رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ، وَلاتُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ, وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ، وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُم.ْ وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ، هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ " .
ثمقالالله : " فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَهذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَا لنَّاسِ وَالْبَهَائِمِ, وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ, أَنَا الرَّبُّ, وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلامَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُعَنْكُمْ، فَلايَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ, وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَاراً فَتُعَيِّدُونَهُ عِيداً لِلرَّبِّ, فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً " .
وعلى ماتتضمنه قصة الخروج روحيَّاً من معانى الخلاص, وما تحمله من رموز عميقة للخروج من العبودية والخلاص بذراع الرب القوية وليس غيرها, إلاَّ أنها تُعْتَبَر عرضاً ضمنياً لكفاءة موسى القائد الذى كان يتسلَّم التعليمات أولاً بأول والذى تولى تنفيذ التحركات على طريق الخروج ثم عبور البحر إلى الجهة الأخرى فى عمل إلهى معجزى رائع, واستكمال الرحلة فى البرية, وهو الذى أعده الله سابقاً لهذا اليوم ولهذه المهمة. أليس الله هو الذى دبَّرَ ورتَّبَ كل هذا؟ وهو الذى أعد موسى لهذا الدور؟ فجاء القائد كأفضل ما يكون. لقد قام الرب بكل شئ؛ أدار الأحداث, وأعد الأشخاص, ورتَّبَ لشعبه الرعاية والحماية والطعام أيضاً.
ما أروعك يا الله, لك كل المجد .